خطوره التلفونات

ما نشرته الصحف هو ملف القضية الذي تم تداوله خلال أيام المحاكمة، والمذكرات التي أعدها الدفاع أو النيابة وأقوال الشهود من الإثبات والنفي. لكن الأهم من ذلك النتائج التي استخلصتها المحكمة من كل ما عرض عليها وتصوير الوقائع وترتيبها كما حدثت وبعد ذلك الأسباب القوية التي استندت إليها المحكمة في تبرير حكم الإعدام الذي يعتبر أقصى حكم تصدره أي محكمة. هذا كله لا يظهر إلا بعد إذاعة الحكم يوم 25 يونيو وإن كانت الحيثيات تذهب كاملة إلى فضيلة المفتي معتمدة من المستشارين الثلاثة أعضاء الدائرة التي تولت المحاكمة، وهو ما يعني أن دور عضو اليمين في الرأي أو اليسار مثله مثل رئيس الدائرة، وأن عدم الموافقة على قرار الإعدام يقتضي تغييره وبالتالي لا يذهب الحكم إلى المفتي إلا إذا كان الإعدام بإجماع الآراء .وهذا تمييز لعقوبة الإعدام عن باقي العقوبات التي يمكن أن تصدر بأغلبية الآراء
وربما كان من أهم النقاط التي كشفتها المحكمة أخطار التلفون المحمول أو الجوال الذي اتضح أن كل الرسائل التي يرسلها تظل محفوظة فترة طويلة في «الهارد دسك» الخاص بشركة التلفونات. .وبأمر من المحكمة قامت شركة التلفون التي يتبعها تلفون هشام طلعت مصطفى باستخراج جميع الرسائل التي صدرت من تلفون هشام وتحديد تواريخها ومكان التلفون لحظة الرسائل، ومن بينها التي كانت موجهة من هشام إلى محسن السكري بخصوص تنفيذ المطلوب منه، مما اعتبره الاتهام أهم دليل يؤكد العلاقة بين هشام ومحسن والشراكة بينهما في العملية
دليل آخر استخدم فيه التلفون الجوال الخاص بمحسن السكري وقد تبين أن فيه وظيفة تسجيل المكالمات، وقد اتضح أن السكري سجل لطلعت المكالمات الخمس الأخيرة التي كانت تدور حول الاتفاق، وقد ذكر السكري أنه فعل ذلك حتى لا «يشيل القضية وحده» ولكن المؤكد أنه فعل ذلك لاستغلال التسجيلات بعد تنفيذ العملية ونجاحها ،فكما في جميع مثل هذه الحالات يقوم مثل السكري بتهديد طلعت وابتزازه عن طريق التسجيلات التي سجلها ..وفي كثير من مثل هذه الحالات ينتهي الوضع بالنسبة للسكري إلى القتل
لكن المهم هو أن التلفون الجوال كان من أهم أسباب الإدانة التي انتهت بصدور حكم الإعدام على السكري وهشام طلعت أيضا. ولعل خطورة هذا التلفون هي التي جعلت رجال المخابرات الأميركية يصرون على منع الرئيس الأميركي أوباما من استخدام تلفونه «البلاك بري» الذي كان يعتمد عليه في إدارة حملته الانتخابية ومكنه من الاتصال مباشرة بعديد المواطنين. وكان أوباما يرى أن وجود هذا التلفون معه سيعطيه فرصة التعرف على مشاكل المواطنين ومشاعرهم بصورة مباشرة من التلفون للتلفون، ولكن كلمة الأمن كان لها رأي آخر ..وهكذا فالواضح أن هذا التلفون الذي حولناه إلى لعبة هو لعبة خطيرة يمكن أن تقود إلى حبل المشنقة

משקורררררררררררררררררררררר אחי מחמדדדדדדדדדד

וינ אלשבאב

ااه هينيا هون